دله وريح بهار

دلّـــه وريح بــــهار في جوف محماس

وعـــيون ترقب جيَّة عيون وعـــــيون

في مجلــسٍ ربع الكــرم فــــيه جِلاس

شـــفت الـــــوقار بهرجهم يوم يحكون

ســـبحان من جمّعــــهم بخير مجلاس

فــــيه الأخـــوه ســاس وإبليس ملعون

فـــيه الـــوفا والطيب والــــعز مقياس

وأيٍّ مـــن الجـــــلاس من بيه مبخون

والشــق والأطناب والطرش وأجراس

وذيـــاب تعـــــوي كنهم صغار يبكون

والـــبل والـمهره الأصــيله وقـــرناس

يكــفخ وإلا من هـــد الصـــيد مظـمون

مــــنقاره ألا كــــــنه الـــظرب بالفاس

والمخــلب اللي يــترك طعون وطعون

ألـــيا أنتـــخاه الـــزير في دم جــساس

حـــول علـــيه وخـــــاطله جلده كفون

أدخل على الله كن له انياب وأظــراس

يقـــرط على صـــيده كما قرط السنون

حـــر وســـيع العـــين وإن طبها نعاس

ثـــوب الفـــهد شرسٍ وجارح ومجنون

لجله طرى في خاطري ألف هـوجاس

لا مـــن طــريته عــــوّد البال محزون

كـــشّو بـــداله زاجـــل الطير بــِرباس

ثِم صــار ذِكْــره بأسطر الكِتب مدفون

يَـــرحم زمـــان الخـــير والنّاس للنّاس

اللي عـــلى درب الـــــمواريث يمشون

اللـــي لـــهم من أســطر المجد قرطاس

واللـــي لـــهم مـــن سلّة السيف مليــون

كــــنّ المـــكارم باب والوقت تــــرباس

دونـــه نــسل القـــول والفـــعل مطعون

ا
للـــي نســـج للخــيل من خيشه أحلاس

مــــاهي غــــريبه يسرج الكِـدش تكفون

تكــفون عِــذ بالله مــن أشــرار خـــنّاس

وأعـــذ بالله مــمن إلــــه يـــتسمّـــــــون

شـــروى رفـــيقٍ حَـوَّس الربع وإحتاس

اللـــي مــــشا دربـــه رجـــع بيه مفتون

لا صــار راعي فزعتك صاحب الكاس

إبـــشر بظــــيق العـــيش والذل والهون

وإن صـــارت أكبر مـعظله كِيفة الراس

أرجِـــل عليـــها راس نعـنع بليــــــمون

ذا مســــتوانا الــــيوم والـــوقت عـكاس

جــهد الـــبلا والـــظلم والصاحب يخون

والــــناس كـــنّ الـــناس للـــمال حراس

وعــــن مســتـوى خــــط الفقر كلنا دون

مـــاهي غــــريبه بـــورصتنا للإفـــلاس

ومـــاهي غـــريبه كـــل أبــــونا بمديون

مـــن بـــدلوا بيت الشـــعر قصر وتراس

ثــم ظيـــفوا ظِيـــفانهم كــيك بصــــحون

ثـــــم سلـــــــموا مفتاح الأقصى لعــباس

بعـــده انا لحِـــــب خشــــمك يا شارون

ومن صـــــار مصحفنا يدنّس وينـــداس

ومن صـــار ماضِيـــنا كما ميت مدفون

ومن ســبّو الصــديق ذولاك الأنـــجاس

بثــــو ســـموم أحـــقادهم كــيف يسعون

صـــار التـــفاخر بالــــمظاهر لنا ساس

وصــــار التـــــــنافس بينا حقد مخزون

والله خلقـــني حـــــر للــــــــموت دواس

مــــن يـــوم يومي فالمخاصم مـني دون

أعـــز قـــدري وأنــطح الـــباس بـالباس

وآقيس هرجي وأنطق الـــقول مــوزون

آقولها وبظهري أمـــــواس وأمـــــواس

أرداهــــم مســــمّم وقـــاطع ومســـنون

ا
لــــما يعـــذر الـــناس مـاهو مـن الناس

الــــوقت قـــاسي والبــشر ما يــرحمون